# دراسة مدار عطارد
عطارد هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، ويعتبر من أصغر الكواكب في نظامنا الشمسي. على الرغم من حجمه الصغير، إلا أن دراسة مداره تقدم لنا معلومات قيمة حول تكوين النظام الشمسي وتطوره. في هذا المقال، سنستعرض بعض الجوانب المهمة حول مدار عطارد، وكيف يؤثر على خصائصه الفريدة.
## خصائص مدار عطارد
### الشكل البيضاوي
يمتاز مدار عطارد بشكله البيضاوي، حيث يكون أكثر انحرافًا مقارنةً بالكواكب الأخرى. هذا الانحراف يجعل من مدار عطارد مدارًا فريدًا، حيث:
- يصل انحرافه إلى 0.205، مما يجعله الأكثر انحرافًا بين الكواكب.
- يؤدي هذا الانحراف إلى تغيرات كبيرة في المسافة بين عطارد والشمس.
### فترة الدوران
علاوة على ذلك، يتميز عطارد بفترة دوران قصيرة حول الشمس. حيث يستغرق حوالي 88 يومًا أرضيًا لإكمال دورة واحدة. من ناحية أخرى، يدور عطارد حول محوره ببطء، حيث يستغرق حوالي 59 يومًا أرضيًا لإكمال دورة واحدة. هكذا، فإن اليوم على عطارد أطول من السنة.
## تأثيرات الجاذبية
### الجاذبية الشمسية
تؤثر الجاذبية الشمسية بشكل كبير على مدار عطارد. حيثما كانت الشمس هي المصدر الرئيسي للجاذبية، فإنها تؤثر على حركة الكوكب بشكل مباشر. على سبيل المثال:
- تؤدي الجاذبية الشمسية إلى تسريع عطارد عندما يقترب من الشمس.
- تسبب الجاذبية أيضًا في تباطؤه عندما يبتعد عنها.
### تأثير الكواكب الأخرى
كذلك، تؤثر الكواكب الأخرى على مدار عطارد، خاصةً الكواكب الكبيرة مثل المشتري. بناءً على ذلك، يمكن أن تؤدي جاذبية هذه الكواكب إلى تغييرات طفيفة في مدار عطارد على مر الزمن.
## دراسة مدار عطارد
### المهمات الفضائية
في السنوات الأخيرة، تم إرسال عدة مهمات فضائية لدراسة عطارد عن كثب. على سبيل المثال:
- مهمة “مارينر 10” التي أُطلقت في السبعينات، كانت أول مهمة تقترب من عطارد.
- مهمة “MESSENGER” التي أُطلقت في 2004، قدمت معلومات قيمة حول سطح الكوكب وتركيبته.
### النتائج العلمية
في النهاية، ساهمت هذه المهمات في فهمنا لمدار عطارد بشكل أفضل. كما أظهرت الدراسات أن:
- مدار عطارد يتأثر بشكل كبير بالجاذبية الشمسية.
- هناك تغييرات طفيفة في مداره بسبب تأثير الكواكب الأخرى.
## الخاتمة
في الختام، تعتبر دراسة مدار عطارد من المواضيع المثيرة في علم الفلك. حيثما أن فهمنا لمداره يساعدنا في فهم كيفية تشكل النظام الشمسي وتطوره. كما أن المعلومات التي تم جمعها من المهمات الفضائية تعزز من معرفتنا حول هذا الكوكب الفريد. لذلك، فإن دراسة عطارد ليست مجرد دراسة لكوكب صغير، بل هي نافذة لفهم أعمق للكون من حولنا.